وأخيرا أسدل الستار

من طرف **maged** السبت أكتوبر 13, 2012 3:33 pm

وأخيرا أسدل الستار

وأنتهت فصول المسرحية

حياتي كلها

كانت مدادا لسيناريو رواية هزلية

عشرون عاما ويزيد

وأنا أطارد سرابا

لا وجود له إلا في خيال مرضي من احتجزوا بالعباسية

ضحكوا علينا صغارا وقالوا أنها

أحلام وردية

يوما سيأتي

وتتحقق نبوءة تلك الغحرية

اصبر وصابر علي لطمات الزمن الغبية

فأقدارنا أن نرابط

أن نقاتل

أشرار البرية

أن نطأطأ الرأس كي نعلو

كما لقنا درويش الاسكندرية

أن النور سيأتي

ويمحو ظلام تراكم من أزمان عديدة

أن جلودنا ستصبح يوما رقيقة

أن هناك شيء يسمي حقيقة

أن الحب ينمو داخل جدران الكهوف

أن الخير دوما له اليد العليا

والشر لا وطن له ولا عنوان

ونسوا أنها مغلولة

أنها مبتورة

من أزمان مقبورة

كيف لحب أن يحيا في أعوام الرماد

منذ الميلاد

وها انا أشارف علي أغلاق الكتاب

وأنا أحيا أعوام رماد

كلها سنوات عجاف

كلها جفاف

لا نحصد غير أشواك

لا نأكل إلا فتات

لا نتوشح غير سواد

لا أملك إلا هذا المداد

لآسطر به فصول مسرحيتي الهزلية

لآعري أقنعة مستترة خفية

لأمزق شرنقة أحقاد الزمن العفية

لارسم بسمة ساخرة

من براءة سكنت النفس وسط وحوش بربرية

مشهد أول :

قالت لي يوما

ياليتني

قابلتك من أزمان

ياليتني عشت معك أيام العنفوان

هيا انتشلني من تلك الأوحال

هيا اسقني شهد السعادة وانسني مرارة الايام

أنت وحدك القادر أن يعوضني قسوة الازمان

قلبك وحده يشعرني بالدفء والامان

حضنك يأسرني ويعلو بي محلقا في عالم مغاير لما اعتاد عليه الانسان

طيفك لا يفارقني في يقظة أو منام

وأنا صدقت تلك الاوهام

واعتقدت أن القدر تبدل وترك عاداته البذيئة

واني أخيرا وجدت ما يدعي الحبيبة

فعزمت ألا أضيع فرصتي الفريدة

وانطلقت نحو الحبيبة

محطما كل السدود ممزقا كل القيود

ملبيا تداء القلب المكدود

مشهد ثان :

أواه يا قلب ما بالك واقف مثل المسمار

ما بالك شارد الذهن

حائرا غير مصدق تبدل الاقدار

هيا اغتنم ما اتيح لك من سعادة قبل فوات الاوان

اين خبرة السنين

ألم تعد قادرا أن تميز بين مشاعر زائفة

وصدق الحنين

ألم تعد تميز بين الغث والثمين

ما الذي تخشاه

صدمة تفتك بما تبقي من حنايا

وما الفائدة من بقايا لا تنبض

لا تركض

قابعة في سكون

لا تتأثر بما يدور

تنتظر الموت المأفون

فهيا انطلق وإن كان الشقاء

وإن كان الفناء

أنسيت أنك دوما تغامر

فلما بربك لا تقامر

أ تخشي الارتقاء

أ تخشي نور السماء

أم أنك تخشي ألسنة السفهاء

فما الذي يضيرك إن كنت قسا أو حتي زير نساء

فلن ينتهي الحمقي من الخوض في الإفك والاستهزاء

فهي عادة نشأوا عليها حتي أنها صارت تجري في الدماء

فلا تلتفت إلي أولئك السفهاء

كفي ما أضعته من أعوام الركود

كفي خضوع كفي خنوع

وانتفض ثائرا علي كل القيود

حطم كل السدود

عل الدم يجري في الجلمود

وتشعر أنك مازلت موجود

مشهد ثالث :

وأخيرا التقينا

وأغلال الحب تقيد مرفقينا

برباط خالد شئنا أم أبينا

وكان الصمت يخيم المكان

وبدأت العين حديثا يعبر عما بالقلب

من مشاعر حارة

كادت تنفجر كالبركان

واضطراب القلب يتبع دقات تتسارع رويدا رويدا

كلما اقتربنا

عازفة أجمل الأنغام

وأجسادنا صارت كالريشة تتهادي

علي شجي الألحان

وارتشفنا شهد الرضاب

حتي عدنا لا نشعر بأعين الرقباء

وارتقت ارواحنا إلي السماء

يزفها بريق النجوم

وزقزقة العصافير تختلط بترانيم البلابل

فأقسمنا ألا يكون بيننا بعد اليوم غادر

وأخذنا المواثيق

ألا نفترق

في الأرض أو في السماء

وأشهدنا عليها النجوم الساهرة

تسطر أروع قصص الحب والنقاء

وحلمنا بعرسلم يسطر بعد في كتب الاساطير

عرس العذاري الحالمات بالأبطال المغاوير

حيث الجواد الأبيض الأصيل

وقد أعتلين جناحيه وانطلق يطير

بين الكواكب والنجوم الغراء

ليعتلي عرش الحب المقام بالجوزاء

ورأيتها بدرا يتلألأ في الفضاء

يزين جبينها اكليلا من ماسات السماء

وبريق عينيها يشيع البهجة في النفوس المكدودة

فهمساتها دندنة الأم للطفل الصغير

لا يدانيها الا صوت البلابل مختلطا مع العصافير

وراحة كفيها وسادة يتوسدها من يطلب الأمان

من دوما كان يشعر بالحرمان

وأنفاسها الحارة تشيع الدفء في فصل الشتاء

تزيل البرودة الساكنة اجساد الموتي من الرجال والنساء

فأه كم اشتاق لتكرار اللقاء